روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | فقه الصحة.. في رمضان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > فقه الصحة.. في رمضان


  فقه الصحة.. في رمضان
     عدد مرات المشاهدة: 2935        عدد مرات الإرسال: 0

فقه الصحة في رمضان جعل الله رمضان شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار.

وجعله أيضًا موسمًا للعبادة في صلاة وصيام وتهجد وقراءة للقرآن، وفوق هذا وذاك يلتزم فيه المسلم بآداب نبوية في طعامه وشرابه، فلا يصون بدنه فحسب.

بل ينال في كل ركن من أركان هذا النظام الصحي النبوي الأجر والمثوبة من الله.

1- عجل بالإفطار:

فقد أوصى رسول الله بالتعجيل بالإفطار، فقال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"[1].

ووراء ذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية مهمة للصائمين؛ فالصائم في أمسّ الحاجة إلى ما يذهب شعور الظمأ والجوع، والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم، ويؤدي إلى الشعور بالهبوط العام، وهو تعذيب نفسي تأباه الشريعة السمحة.

2- افطر على رطبات أو بضع تمرات وماء:

ورسول الله يقول: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرًا فالماء، فإنه طهور"[2]. وقد اختار رسول الله هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية.

 فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء. وأسرع المواد الغذائية امتصاصًا المواد التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية. ولن تجد أفضل مما جاءت به السنة المطهرة، حينما يفتتح الصائم إفطاره بالرطب والماء.

3- افطر على مرحلتين:

فمن سنن الرسول أنه كان يعجل فطره، ويعجل صلاة المغرب، حيث كان يقدمها على إكمال طعام فطره. وفي ذلك حكمة بالغة؛ فدخول كمية بسيطة من الطعام للمعدة ثم تركها فترة دون إدخال طعام آخر عليها يعد منبهًا بسيطًا للمعدة والأمعاء، ويزيل في الوقت نفسه الشعور بالنهم والشراهة.

 4- تجنب الإفراط في الطعام:

والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"[3].

 وتناول كميات كبيرة من الطعام يؤدي إلى انتفاخ المعدة، وحدوث تلبك معدي ومعوي، وعسر في الهضم، يتظاهر بحس الانتفاخ والألم تحت الضلوع، وغازات في البطن، وتراخ في الحركة. هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم، وأهمها المخ.

5- تجنب النوم بعد الإفطار:

فالإفراط في الطعام -كما ذكرنا- يبعث على الكسل والخمول، ويدفع الصائم إلى النوم بعد الإفطار؛ مما يحرم المريض من صلاة العشاء والتراويح.

6- لا تدخن في رمضان وفي غير رمضان:

فالتدخين مصيبة تصيب المدخنين، وقد أفتى كثير من العلماء بتحريم التدخين، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "لا ضرر ولا ضرار"[4].

 وفي رمضان فرصة للتوقف عن التدخين، والإقلاع عنه إلى غير رجعة.

7- تسحروا فإن في السحور بركة:

فقد أوصى رسول الله بالسحور في حديثه المشهور: "تسحروا؛ فإن في السحور بركة"[5].

ولا شك أن وجبة السحور -وإن قَلَّت- مفيدة في منع حدوث الصداع أو الإعياء أثناء النهار، كما تمنع الشعور بالعطش الشديد.

 وحث رسول الله على تأخير السحور "ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور"[6].

وينصح أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة سهلة الهضم كاللبن الزبادي والخبز والعسل والفواكه وغيرها.

وفي الحديث الشريف: "إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"[7].

8- حافظ على السواك في رمضان:

 فقد روى البخاري في صحيحه عن عامر بن ربيعة قال: "رأيت النبي يستاك، وهو صائم ما لا أحصي ولا أعد".

وفي السواك فوائد عديدة لسلامة اللثة والأسنان، وقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثماني مواد كيميائية في السواك تعمل في تبييض الأسنان، وتقوية اللثة، ومحاربة الجراثيم، والحفاظ على رائحة زكية في الفم.

 9- الزم صلاة التراويح:

 فمن فوائد الصلاة الصحية أنها مجهود بدني بسيط منتظم الإيقاع، وبخاصة حركات الركوع والسجود. فإن المصلي يضغط على المعدة والأمعاء، فيحدث تنشيط لحركاتهما، وتسريع لعملية الهضم، فينام المسلم بعدها بعيدًا عن الإحساس بالتخمة وعسر الهضم.

وفي وضوء المسلم وصلاته في جو رمضان شعور خاص براحة القلب، وسكينة النفس، والبعد عن القلق والتوتر العصبي. وفي ذلك شفاء للأمراض الباطنية الناجمة عن أسباب نفسية.

 قال رسول الله : "للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه"[8].

 10- انجز عملك بإتقان:

فالبعض يشعر بالكسل والتواني أثناء النهار بحجة الصيام. والحقيقة أن الصائم يستطيع بقليل من الصبر إنجاز عمله في رمضان على أحسن وجه.

 ومما يروى في تراثنا الأدبي أن أحد الحدادين كان يعمل في ظهيرة يوم حار من أيام شهر رمضان، وكان جبينه يتصبب عرقًا، فقيل له: كيف تتمكن من الصوم والحر شديد، والعمل مضني؟

فأجاب: من يدرك قدر من يسأله، يهون عليه ما يبذله.

  11- اسأل الله العافية:

 فالصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى. ومهما قاسى الصائم من الجوع والعطش أو الصداع، فإن أجر ذلك عند الله غير محدود، وتذكر -يا أخي- أن هناك مرضى يتحسرون على أيام رمضان تمر عليهم وهم لا يستطيعون صومها؛ بسبب العجز أو المرض.

وما أجمل الموقف الذي وقفه ذلك الأعرابي أمام الحجاج في تلك القصة الرائعة! فقد خرج الحجاج ذات يوم قائظ فأحضر له الغذاء، فقال: اطلبوا من يتغذى معنا. فطلبوا فلم يجدوا إلا أعرابيًّا، فأتوا به، فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار.

الحجاج: هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء.

الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك، فأجبته.

الحجاج: من هو؟

الأعرابي: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام، فأنا صائم.

الحجاج: أصوم في مثل هذا اليوم على حرِّه.

 الأعرابي: صمت ليوم أشد منه حرًّا.

 الحجاج: أفطر اليوم وصم غدًا.

الأعرابي: أوَ يضمن الأمير أن أعيش إلى الغد؟

الحجاج: ليس ذلك إليًّ؛ فعلم ذلك عند الله.

الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس إليه من سبيل؟!

الحجاج: إنه طعام طيب.

 الأعرابي: والله ما طيبه خبازك وطباخك، ولكن طيبته العافية.

الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا. جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي.

وأمر له بجائزة.

[1] متفق عليه.

 [2] رواه أبو داود والترمذي.

 [3] رواه الترمذي.

 [4] رواه أحمد.

 [5] متفق عليه.

 [6] رواه البخاري ومسلم.

 [7] متفق عليه.

 [8] رواه الترمذي.

 الكاتب: د.حسان شمسي باشا